نبذة عن حياة الشهيد عمر مزهودي

نبذة عن حياة الشهيد عمر مزهودي

1900-1957
كتبها إبنه المرحوم:مزهودي مولود
مستشار بالمحكمة العليا

نشأته:
ولد الشهيد عمر مزهودي بدوار زلاطو(تكوت) بمنطقة فركوس خلال سنة 1900 من
أبيه العربي وأمه هنية بنت مخلوف.نشأ فى وسط عائلة متواضعة إجتماعيا تعتمد فى
حياتها على الفلاحة وتربية الماشية.وبعد سنتين من عمره توفي والده دون أن يكون له
أخا ولا أختا وبقي بين أحضان والدته التى
كانت تتنقل به بين أعمامه وعمته المتزوجة بقرية زريبة الوادي(ولاية بسكرة
حاليا).ولما بلغ سن الثامنة من عمره توفيت أمه فقدمت عمته الى أعمامه تطلبه منهم
لتقوم بتربيته مع إبنها بزريبة الوادي حيث ترعرع بين مسقط رأسه بدوار زلاطو قرب
عين البيضاء(تكوت) صيفا وبين زريبة الوادي شتاء وهو ما جعله لا يجد من يقوم
بتعليمه حيث كان يهوى فى صغره الصيد .ولما بلغ أشده إهتم بالرعي وفلاحة أرض
والده.ولما كان فى سن الثلاثين من عمره تزوج وأنجب ابنه البكر ثم تزوج بابنة عمه
سنة 1939 فأنجب الإبن الثاني وبعد سنتين توفيت زوجته الثانية .وفى سنة 1944 تزوج
للمرة الثالثة فأنجب الإبن الثالث. وفى خلال سنة 1954 هيأ قطعة أرض للفلاحة مع ابن
عمه واشترى مسكنا فأستقر به وفتح به محلا تجاريا للمواد الغذائية، واستمر فى تنقله
صيفا وشتاء بين مسقط رأسه ومقر إقامته مواصلا تجارته فى الأسلحة والذخيرة
والتبغ.ولعل الشيء الذي جعله يهتم بالتجارة فى الأسلحة خفية عن الإدارة الفرنسية
هو أن قرية زريبة الوادي تعتبر منطقة عبور وهزة وصل تربط مدينة وادي سوف بتونس
وليبيا مرورا بقرية الفيض .ويعود ذلك أيضا الى الاهتمام الذي يوليه أبناء دواره
بالمنطقة الجبلية بدوار زلاطو فى اقتناء الأسلحة وحتى سنة1946 لم نعرف عن الشهيد
بداية نشاطه السياسي نظرا لما يكتنفه مثل هذا النشاط من سرية تامة فى هذا المجال
غير أنه إستطاع أحد أصدقائه وهو المرحوم بهلول بن زروال من سكان قرية الدرمون أن
يضمه الى الحركة الوطنية السرية التى وصل إشعاعها الى مدينة أريس بفضل الزعيم
القائد مصطفى بن بولعيد.وقد ساعده ترحاله ونقله بتجارته الى مسقط رأسه مرورا بقرية
الدرمون صيفا الى تزويد بعض الرجال بالسلاح والذخيرة من المنطقة يعدون خارجين عن
القانون فى نظر الإدارة الفرنسية أمثال بن زلماط والمكي عايسي والصادق شبشوب وقرين
بلقاسم وحسين برحايل....الخ



ولما لجأت
الإدارة الفرنسية الى مضايقة وتطويق هؤلاء الصناديد بخروج الحرس المتنقل والقيام
بعمليات تمشيطية بالمنطقة بحثا عليهم الأمر الذي جعل نشاط الشهيد عمر مزهودي فى
هذا المجال يقل. وكانت هذه الفرق من الحرس تبحث عن الثائرين والمتمردين عن اإدارة
الفرنسية كما كانت تصادر الأسلحة التى كان يحوزها السكان فى هذه الفترة تقتصر نشاط
الشهيد على جمع الإشتراكات للحركة من بعض المناضلين الذين كانوا محل ثقة فى ظروف
سرية، وإستمر فى هذا النشاط حتى تاريخ إندلاع الثورة ، وهلل أهالي المنطقة مباركين
للثورة المباركة حيث كلف بمعية صديقه بتدعيم صفوف الثورة بشتى الوسائل والإعلان
عنها فى صفوف المواطنين.وبقي يساهم بالإتصال وجمع الإشتراكات حتى أوائل سنة 1956
فأعلنت الإدارة الفرنسية على جعل بعض المناطق محرمة ومنع الإنتقال بدون رخصة
فأصبحت حركة الشهيد شبه مشلولة وإستعان الشهيد بتسخير إبنه البكر العربي البالغ من
العمر السابعة عشرة آنذاك فى تحويل بعض التموينات (مبالغ الإشتراكات والأسلحة)
مسخرا البهائم من زريبة الوادي الى منطقة الدرمون التى تبعد حوالي 20كلم والتى تعتبر
همزة وصل بين منطقة الأوراس والزاب الشرقي، غير أن هذه العمليات والتى أوكلت للشهيد
كانت تتم فى سرية تامة بحيث لا يعلم كل
مناضل بمن يعمل معه.ومن مستلزمات الأمور أن لا يستفسر أحد أحدا حفاظا على نشاط
المنظمة المدنية وحماية مناضليها.وبقي الشهيد عمر مزهودي يدعم الثورة بالنشاط الذى
كلف به آنف الذكر حتى جاءه أحد المناضلين المستنطقين
من طرف الإدارة الفرنسية طالبا منه أن يرحل من قرية زريبة الوادي لكونه ورد ذكره
فى التحقيق فى مركز الإستنطاق فأجابه الشهيد بأن أبناءه صغار وتجارته بالقرية مع
ظروف الثورة لايستطيع الرحيل.وهو ما جعله يهتدي الى فكرة تغيير لقبه من مزهودي الى
حديجي وهو لقب يحمله عرش المنطقة غير أن الإدارة الفرنسية بعد عدة أشهر إستطاع أن
يصرح بنشاطه أحد سكان القرية لما تعرض للتعذيب من طرف الإدارة الفرنسية .



وفى صبيحة
أحد أيام شهر أوت 1957 أتي به معصبا العينين من طرف رجال الدرك مستعينين بأفراد من
المرتزقة السينغاليين البالغ عددهم حوالي15 فردا وذلك عندما هم الشهيد لصلاة الفجر
حيث اقتحموا مسكنه الكائن بحي صبرة بزريبة الوادي.وبعد تطويق المسكن بالحراسة
المشددة عمدوا الى تفتيش أرجاء المسكن بواسطة جهاز كاشف للألغام والسلاح، فطلبوا
منه بطاقة التعريف فاستفسروا الشخص الرهينة التى أوتي به على أن صاحب المسكن يسمى
حديجي وليس مزهودي.غير أن الرهينة أكد على أن مواجهه يجمع الاشتراكات هو مزهودي
عمر الذي أمامه وليس حديجي عمر.وبعد تفتيش دقيق لمحتويات ووثائق الشهيد عثر على
وصولات جيش التحرير الوطني مدون عليها اسم الشهيد مزهودي عمر(إستلم من
.......).كما عثروا على مبلغ مالي معتبر يزيد على5000 فرنك فرنسي.فحاول أحد
الأعوان تسليمه لزوجة الشهيد الا أن رئيس الفرقة اعترض على ذلك وحجزها بجيبه مع
بطاقة التعريف والوصولات فسيق على إثرها الشهيد فى وسطهم مكبل اليدين الى ثكنة
الجيش الفرنسي.كما تمكنوا فى تلك الليلة من توقيف المناضل الشهيد المكي بن مسعود
والعايش بن قدة .وبعد يومين من الاستنطاق والتعذيب نقل بمعية رفقائه الى منطقة
قريان قرب قرية ليانة حيث تم إعدامهم رميا بالرصاص وقتل أحد الفلاحين من المنطقة كان عابر سبيل
والذي يعرف الشهيد من قبل بمحله التجاري وأكد على الوشم الذي كان مرسوما على جبينه
فى شكل نسر وخلف الشهيد وراءه أسرته والجزائر حرة تفتخر لجثمانه الطاهرة بمقبرة
الشهداء بدائرة زريبة الوادي ولاية بسكرة.



ملاحظة: ينبه صاحب الموقع إلى أن كل ما يتعلق بالمادة الخبرية
المنشورة فى موسوعة شهداء الثورة التحريرية يتحملها صاحبها.


لتحميل الموضوع على شكل ملف word تفضل من هنا[DOC] نبذة عن حياة الشهيد عمر مزهودي
 
كاتب الموضوع: زكريا
http://wadilarab.kalamfikalam.com/t12044-topic

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free Wordpress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة